ندوة بشأن ترجمة المصطلح الفلكي

ندوة بشأن ترجمة المصطلح الفلكي
التاريخ: Monday, November 10
اسم الصفحة: علوم
أقامها بيت الحكمة
بغداد - سهيل ياسين
اقام قسم الدراسات والترجمة في بيت الحكمة مؤخرا ندوة ثقافية علمية بعنوان ترجمة المصطلح الفلكي للاستاذ عبدالله المطيري قدم الندوة د. رضا الموسوي استهلها قائلا: يعد المسطلح الفلكي احد عناصر المعرفة المرتبطة بتاريخ

الانسانية وحضاراتها وبشكل خاص حضارة بلاد الرافدين والحضارة العربية والاسلامية وهذا ما يجعل من ترجمة المصطح الفلكي احد اهم هذه الاعمال اذ ان ترجمته توسع من اسس المناقلة والتواصل بين الحضارات واتفاقها على مسميات ثابتة في هذا المجال.. ومن هذا المنطلق ولاهمية ذلك يقدم لنا الاستاذ عبدالله المطيري محاضرته في مصدر المصطلح الفلكي ونشأته وتطوره على مر القرون.
كتاب الآفاق
تحدث المحاضر عن اهتمامه المبكر في كتب الفلك وتجربته في ترجمة البحوث التي من بينها ترجمته لكتاب (الافاق في اكتشاف الكون) لمؤلفه (ميشيل سييد) وما لهذا المطبوع الذي تبنى بيت الحكمة طبعه من اثر بالغ في الافادة منه وعلى الاخص فيما يتعلق بموضوع التنجيم مشيرا الى الافكار الاولى لعلم الفلك كالحركة اليومية للشمس والنجوم والكواكب وما تأخذه من اشكال مختلفة تصورها الانسان القديم كابطال واشياء اخرى واستعرض المحاضر الافكار الاولى عن الوقت والارض والسماء للانسان التي كانت من اول مخترعاته المزولة الشمسية لقياس الوقت نهارا والساعة الرملية ليلاً، وكيف اعتبر الكهنة ان النجوم والكواكب هي الهة تتحكم بمصائر البشر وان اول اله عبده الانسان هو الشمس، نظرا لما تعطيه من نور ودفء على مدار السنة، اما فيما يتعلق برصده لحركة الشمس فاستطاع تثبت اثني عشر منزلا اثناء حركتها السنوية وكذلك حدد منازل القمر عند دورته الشهرية.
كما اوضح د. المطيري ان اعتقاد الانسان بمركزية الارض ودوران الشمس وباقي الكواكب والنجوم حولها يعود الى ما يراه ظاهريا لحركة هذه الاجرام التي ساعدت على معرفة اوقات ظهورها واختفائها من خلال نظام الاحداثيات اليومية، فضلا عن تمكنه من تحديد خط الاستواء الارضي وخط الاستواء السماوي والقطبين الشمالي والجنوبي وموقع النجم القطبي وتحديد نقطتي الاعتدال الربيعي ونقطتي الانقلابين الصيفي وكذلك تحديد الافق والكواكب العلوية والسفلية، كما استطاع تحديد النجم القطبي الذي يبعد درجة عن الشمال المغناطيسي Polaris.
دليل السماء
واشار الباحث الى الفلكيين الاغارقة الذين تلقوا ثروة علمية من الحضارة البابلية بعد سقوطها، اذ قاموا بوضع اسماء البروج على وفق ما وصل اليهم من معلومات من بابل، وبذلك رسموا للعالم خريطة جغرافية سماوية اصبحت دليلا للسماء حتى هذا اليوم اذ وضع بطليموس نظام مركزية الارض التي تحاط بكرة الماء والهواء فوقهما تقع كرة النار وفوق هذه الكرات تقع الكرات التي تحمل الاجرام السماوية.
كما تطرق الى الرومان وتصوراتهم عن الاجسام السماوية كالهة تتحكم في مصير البشر، منها Jupiter كبير الالهة وmars اله الحرب وزحل saturn اله الزراعة ومن ذلك ربطوا الحوادث بظهور الكواكب وبذلك كما يرى الباحث خلطوا علم الفلك بالتنجيم واصبح الاسمان مترادفين في المعنى على الرغم من اختلاف وظيفة الواحد عن الاخر، فكلمة (astrology) مكونة من مقطعين (astro) تعني نجم، سماء، فلكي ومقطع (logy) تعني العلم او المذهب، وبعدها افترق الاثنان اذ اصبح الفلكيون علماء فيزياء ورياضيات فيما اصبح المنجمون لا يحملون اية صفة علمية.
اشتقاقات المصطلح
واوضح المحاضر تشعب واشتقاقات مصطلحات علم الفلك، بفعل التوسع والتطور خلال مسيرة هذا العلم على مر العصور ومنها على سبيل المثال Astor physics التي تعني الفيزياء الفلكية وهي تبحث في فيزياء الاجرام السماوية والقوانين المتحكمة في حركتها وكذلك كلمات مثل (cosmos universe) تعنيان الكون وقد تستعمل كلمة space التي تعني الفضاء في مكان معين ايضا الكون وكذلك كلمة (constellation) فهي تعني الكوكبيات او البروج، وغيرها من المصطلحات الفلكية الاخرى التي كثرت وتعددت لتؤكد مدى تطور هذا الميدان العلمي وتراكمه بعد ان كان بدائيا وبسيطا.
أبراج وأساطير
واشار الدكتور المطيري الى ان الاقدمين قسموا الابراج الى اثنى عشر برجا، حسب فصول السنة، وذلك على خلفية النجوم التي تظهر ليلا وحسب الاشكال التي تخيلوها منها برج الحمل وهي مجموعة من النجوم الخافتة والعرب تسمي المع نجومه بالناطح والنيرين، والثور وهي مجموعة معروفة منذ القدم، منها الثريا والقلائص، ولكل برج من هذه الابراج حكاية حاول ان يثبتها المحاضر او اقترن اسمها باسطورة من نسيج الخيال كما يبدو، فبرج السرطان تقول هي ان السرطان هو الذي عض قدم هرقل عندما كان يصارع حية الماء، اما برج الاسد فان الاسطورة اليونانية تقول بان الاسد كان يعيث فسادا في الغابة فقتله هرقل وخلد جو بيتر هذه الذكرى فوضعه بين النجوم.
وفيما يخص برج الدلو Aquarius فهو يتكون من مقطع واحد معه كوكبة الفرس الاعظم، Pegasus وحكايته ان الفرس انبعث من دم الميدوزا المراق عندما قطع برساوس رأسها وراح طائرا الى السماء ولكنه عاد الى الارض ثانية على جبل هيليكون حيث روضته مينوفا الهة الحكمة واهدته الى بيلرفون، في ذلك وكان الفرس الاعظم عونا له، ولكنه بعد نجاحه سقط على حصانه المجنح ومات، واكمل الفرس الاعظم طيرانه الى السماء حيث وضعه الالهة جوبتير بين المجموعات.
واورد المحاضر طائفة من الكواكب واسماءها المختلفة لدى الشعوب والحضارات، كعطارد وهو رسول الالهة والة التجارة والمكر واللصوصية عند الرومان والكوكب فينوس وهي الهة الخصب والبساتين عند الرومان وهي مثيلة افروديت على طريقة العبادة الخاصة بافروديت في صقلية وهي خالقة جميع الاشياء والام الكونية وواهبة الحياة ويعني اسمها الجمال والحق والشهوة.
قاموس موحد
وفي ختام محاضرته دعا الاستاذ عبدالله المطيري الى اهمية ترجمة المصطلحات الفلكية مثل اللغات الاجنبية وتوحيدها في قاموس موحد يضمها جميعا، وهي مسؤولية مجامع اللغة العربية، في لجان خاصة بتوحيد المصطلحات الفلكية على نحو خاص، منوها بدور الجامعة العربية في ذلك التي تقوم بالاشراف على دراسة البورد العربي في الطب حاليا كما طالب الجامعات العراقية ان تسهم في ذلك ودعوة جميع المعنيين بهذا الشأن كونه من صلب واجبات المؤسسات الثقافية والعلمية.
مداخلات
وفي باب المداخلات والمناقشات التي اثرت الندوة تحدث الدكتور طالب الخفاجي عن المحاضرة ووصفها بانها كانت ناجحة وجذبت الحضور الى الاستماع على الرغم مما بدا فيها بعض الشيء من الابتعاد عن جوهر وعنوان المحاضرة المتعلق بترجمة المصطلح الفلكي اذ سادتها السمة التاريخية المتتبعة لتطور ونشأة التنجيم وعلم الفلك، ويرى الخفاجي من الاجدى البحث في اشكالية المصطلح الفلكي، كتطور الاشتقاقات وتداخلها وجذورها والتباساتها وما الى ذلك.
اما الاستاذ حازم مالك فقد اثنى على المحاضر ووصف الجلسة بانها جولة في عالم الفلك واوضح ان لكل حضارة مصطلحاتها بهذا الميدان ومن الطبيعي ان نقابلها مصطلحات بتسميات مغايرة لترى حضارات اخرى كون كل حضارة تحاول ان تفرض مصطلحها والخلافات تعتمد على شخصية الكاتب، ولا يعتقد ان الناس ستعمل بالمصطلح الموحد حتى لو طبق ذلك وهذا ما يراه في المصطلح العسكري العربي الموحد الذي يطبق في الدول العربية، وفي كل الاحوال سيكون توحيد المصطلح جهدا نظريا، وان العمل على ترسيخ ما استخدمه اجدادنا من مصطلحات هو من باب التمسك بالهوية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

» كتاب دوري رقم 7 لسنة 2007 بشأن المعارضة في الأحكام الغيابية
» الكتاب دوري بشأن القواعد الحاكمة لتثبيت العمالة المؤقتة
» كتاب دورى رقم 7 لسنة 2011 بشأن إجراءات مواجهة ظاهرة التعدى بالبناء على الأراضى الزراعية