الصحبة!
أنا سيدة في الخامسة والستين من عمري توفي زوجي منذ عشر سنوات وتحملت في حياتي الكثير من المشاق والمتاعب كأي ام وزوجة, حتي تخرج ابنائي جميعا في الجامعة وتزوجوا.. ولقد كانت ظروف ابني الأصغر لا تسمح له بان يتخذ لنفسه مسكنا مستقلا عند الزواج, فتزوج في مسكني, واصبح لديه الآن طفلان والثالث في الطريق بإذن الله. ولم اعد قادرة علي مواصلة التحمل نفسيا وصحيا, وارغب في الاقامة في احدي دور المسنين لكي اجد الصحبة والحياة الهادئة, لكني لا أعرف شيئا عن هذه الدور ولا عن مقارها واسعارها, ولي معاش قدره500 جنيه استطيع ان ادفع للدار منه مبلغ300 جنيه شهريا ويتبقي لي مبلغ200 جنيه للأدوية ومصروفي الشخصي فهل تستطيع مساعدتي في ذلك.. أنني ارجوك عدم اهمال طلبي هذا لاهميته الكبيرة لدي وشكرا لك.
ولكاتبة هذه الرسالة اقول:
نعم ياسيدتي استطيع المساعدة في الحاقك بدار مناسبة للمسنين في حدود المبلغ الشهري الذي تريدين تخصيصه لهذا الغرض فلبريد الأهرام صلات بعدد من دور المسنين يدعمها ويعينها علي امرها لكي تؤدي دورها النبيل في حياة من يحتاجون إلي الاقامة فيها, لكنك تطلبين الصحبة في دار المسنين.. وانت تجدينها بالفعل في مسكنك بين ابنك وزوجته وطفليه, فهل هذا هو السبب الحقيقي لتفكيرك في الانتقال إلي دار للمسنين والاستقلال بحياتك فيها؟.. أم أن هناك اسبابا أخري تدفعك إلي الاقدام علي هذه الخطوة؟
والا يمكن علاج هذه الأسباب بحيث لا تحتاجين إلي مغادرة مسكنك الذي امضيت فيه زهرة عمرك ومفارقة الأهل والأبناء والجيران الذين نشأت بينهم وعالمك الخاص كله؟
لابد أن هناك أسبابا اقوي من طلب الصحبة والهدوء لهذا التفكير ومن واجب ابنك الذي تستضيفينه أنت في بيتك ان يبذل اولا غاية جهده في علاج هذه الأسباب وتوفير الراحة والصحبة والهدوء لك في بيتك, وان يشاركه ابناؤك الآخرون في هذا المسعي لاراحتك وتوفير الطمأنينة لك فإن لم يتحقق ذلك.. فإني علي استعداد لتلبية طلبك ولسوف اتصل بك بعد اسبوعين من الآن لأتحري تمسكك بهذا المطلب أو عدولك عنه.. وسيكون ««بريد الجمعة»» في خدمتك في النهاية إذا احتجت لتنفيذه.