فى الوقت الذي يهاجم الشارع السياسي بمصر قناة الجزيرة نشر موقع ويكيليكس وثائق خطيرة تضع قناة الجزيرة وقطر فى مأزق امام مصر فى ظل الأحداث المتوترة التي تمر بها حيث نشر ويكليكس وثيقة تفيد لقاء سري جمع بين الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطرى ومسئول اسرائيلي نافذ فى السلطة حيث كشف الوزير القطرى ان الدوحة تتبني خطة لضرب استقرار مصر بعنف وان قناة الجزيرة ستلعب هذا الدور لكي يتم تنفيذ الخطة عن طريق تحريك مشاعر المصريين تجاه الحكومة .
كما اشارت الوثيقة الى ان الشيخ حمد بن جاسم وصف مصر “بالطبيب الذي لديه مرض واحد” ويجب ان يستمر مرضه وان هذا المرض هو القضية الفلسطينية واشار الى ان مصر تريد الاطاحة بالقضية الفلسطينة دون حل ولكي تصبح مصر بلا قضية تضعها فى مأزق امام المنطقة العربية .
وحاولت قطر جاهدة ان تدفع مبالغ ضخمة للموقع لكي لا ينشر الوثايق التي لديه عبارة عن اجتماعات سرية بين القطريين والامريكان والاسرائيلين وكلها اجتماعات تحريض ضد مصر ومع ان ويكليكس اخذ الثمن إلا انه تم تسريب الوثائق من قبل عدة وسائل اعلام من بينهم جريدة الجارديان التي نشرت نص الوثيقة على موقعها وتضمنت الوثيقه ايضا تحليل السفارة الامريكية لموقع قناة الجزيرة على خريطة التحرك السياسي لقطر .
وقد حملت الوثيقة رقم 432 بتاريخ الاول من يوليو 2009 وتحدث عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين الشيخ حمد بن جاسم وقناة الجزيرة حيث شن هجوما على مصر وسياساتها بشكل مباشر وقد حلل السفير الامريكي هذا اللقاء واشار الي ان قناة الجزيرة أداة فى يد القطريين يستخدمونها لحساب اطراف اخرى .
واشارت الوثيقة ان تغطية قناة الجزيرة اصبحت اكثر ايجابية تجاه الولايات المتحدة .
كما قال الشيخ حمد انه بمجرد خروج المصريين للشارع فإنة سيكلف قناة الجزيرة ببث كل ما يشعل الفتنة فى الشارع بين المصريين وبعضهم وبين المصريين وبين النظام .
كما اشارت الوثيقة ان قناة الجزيرة نجحت فى اكثر من مرة فى اشعال الفتنة بكثير من العواصم العربية عندما توترت علاقاتهم الخارجية مع قطر .
كشفت مذكرات دبلوماسية أمريكية سربها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة ذى جارديان البريطانية الاثنين أن قطر تستخدم قناة الجزيرة الفضائية كأداة مساومة فى مفاوضاتها مع بعض الدول.
ورأى دبلوماسى أمريكى فى إحدى المذكرات السرية المسربة أنه بالرغم من تشديد القناة على استقلاليتها إلا أنها “من أهم الأدوات السياسية والدبلوماسية التى تملكها قطر”.
وجاء فى الوثائق أن قطر تتدخل لتعديل تغطية الجزيرة لإرضاء بعض القادة الأجانب.
كما أوحت المذكرة بأن قطر عرضت إلغاء بعض التقارير والبرامج التى تتضمن انتقادات لقاء تنازلات معينة.
وأشارت برقية دبلوماسية بتاريخ نوفمبر 2009 إلى إمكانية استخدام القناة “كوسيلة مساومة لتحسين العلاقات مع بعض الدول وعلى الأخص الدول المستاءة من تقارير الجزيرة، بما فيها الولايات المتحدة”.
ويرى الدبلوماسيون الأمريكيون أن سيطرة حكومة قطر على خط القناة التحريرى مباشرة إلى حد قالوا إن برامج الجزيرة أصبحت “جزءا من محادثاتنا الثنائية، مثلما كان لها تأثير إيجابى (على العلاقات) بين قطر وكل من السعودية والأردن وسوريا ودول أخرى”.
وفى فبراير كتبت السفارة الأمريكية فى الدوحة لواشنطن أن “العلاقات (بين قطر والسعودية) تتحسن بصورة عامة بعدما لطفت قطر من الانتقادات للأسرة المالكة السعودية على الجزيرة”.
غير أن السفير الأمريكى فى قطر جوزيف لوبارون أشار فى مذكرة إلى أن تغطية الجزيرة لأحداث الشرق الأوسط “تتسم نسبيا بالحرية والانفتاح”.
لكنه أضاف “بالرغم من تأكيدات حكومة قطر على العكس، إلا أن الجزيرة تبقى من أهم الأدوات السياسية والدبلوماسية بيد قطر”.
ويبدو بحسب المذكرات أن تغطية القناة باتت أكثر مراعاة للولايات المتحدة بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا.
وجاء فى برقية بتاريخ نوفمبر 2009 أنه “بحسب الأدلة ووفق ما أكده عاملون سابقون فى الجزيرة، فإن صورة الولايات المتحدة باتت أكثر إ‘يجابية (على الجزيرة) منذ تولى إدارة أوباما السلطة”.